الامام علي بن الحسين «زين العابدين» (علیهما السلام ) والخلافة الاسلامية

اشارة

المؤلف: اسحق شاكر العشيي

الاهداء

اليك يا أميرالمؤمنين أرفع صفحات من حياة حفيدك علي بن الحسين لعلها تنال منك القبول و تكون حافزا لأجيالنا الآتية للتمسك بالتراث و التعلق بسيرة العترة الطاهرة، كي يكتشفوا بأنفسهم سبل النجاة التي رسمها أئمتنا الخالدون. المؤلف [ صفحه 7]

تقديم السيد هاشم محسن الأمين

أول خلاف وقع بين المسلمين كان علي قضية الامامة. و ظل هذا الخلاف يطرد و يتمادي و يتشعب حتي نجمت عنه مذاهب أصولية و مذاهب فقهية أصبحت تعد بالمئات خلال بضعة قرون. بل يمكن القول ان جميع المذاهب الأصولية و جميع المذاهب الفقهية الاسلامية انما تفرعت عن ذلك الخلاف الأول، أي أنها كانت، في جذورها، مذاهب سياسية. و قد كان هذا الخلاف أمرا طبيعيا اذ كانت علله و بواعثه قائمة في أسس المجتمع الاسلامي و في نفوس أفراده منذ صدر الاسلام، بل سبق التنبيه اليه قبل وقوعه في حديث الرسول (ص). بيد أن الاسلام مذهب واحد. و الحقيقة الاسلامية هي، ككل الحقائق، واحدة لا يمكن أن تتعدد و لا يمكن أن تنقسم الي متناقضات و متباينات. و الرسول (صل الله عليه و آله) لم يترك هذه الدنيا حتي أكمل الله للمسلمين دينهم و أتم عليهم نعمته و رضي لهم الاسلام دينا. و قد كان من مستلزمات ذلك تدارك هذا الخطر، خطر الخلاف، بخطة تصونهم منه و تحفظ لهم وحدتهم، لا سيما أن هذا الخلاف كان العلة، كل العلة، في ما آل اليه أمر المسلمين اليوم من تمزق و هوان و انحطاط. و بعبارة أخري: «لقد كان من كمال الدين» سن خطة لهم تجمعهم علي مذهب واحد هو مذهب الاسلام. المذهب الذي يحقق لهم الواحدة العقائدية و الاجتماعية و الاقتصادية و